بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا
وبعد أيها القارئ العزيز الموفق فاعلم هداك الله بهدي كتابه وهدي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن السعيد من أسعده الله باتباع مايرضاه ولقد شرف الله بمحض فضله المذاهب السنية الأربعة المالكية الشافعية الحنابلة الأحناف بأن جعلهم طائفة منصورة وفرقة ناجية وجماعة موفقة للخير والصواب لأن أتباع هذه المذاهب الأربعة هم المرادون الموصوفون باسم أهل السنة والجماعة كما تقررت على ذلك الكتب وإذا علمت هذا وجدت أنه لا ينبغي لمن يبحث عن الحق او يطلب الهدي المبين والسعادة الأبدية أن يشذ عن رفقة هذه المذاهب الأربعة السنية لأن من خرج عنها فقد خرج عن إطار أهل السنة والجماعة ومن خرج عن ذلك فقد اتخذ غير السبيل المؤمنين نعوذ بالله من الخذلان والحرمان وإذا فهمت بالدليل الوضح أن المراد بأهل السنة والجماعة هم أتباع هذه المذاهب السنية وعلمت أن السادة المالكية في بلدنا العزيز غينيا كوناكري هم التجانيون ومن صار على نهجهم من الصوفية الكرام الغير التجانيين ادركت يقينا أنه إذا قيل أهل السنة والجماعة في غينيا فهم الصوفية الذين أغبلهم في هذا البلد العزيز على الطريقة التجانية
فلا تلفت عند ذلك إلى إنكار المنكرين ولا إلى طعن الطاعنين فإن من ضاق صدره اتسع لسانه والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه أو كما عليه الصلاة والسلام نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لاتباع الكتاب والسنة بفهم من سبقونا إلى الإيمان وأن يغفر لنا ولهم وأن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وما ذلك عليه بعزيز
إن المنطلق الصحيح الذي يُمَكِّن الشعب الغيني العزيز من الحل الصائب للأزمات المتكررة التي يعيشونها هو اللجوء إلى الله في الظاهر والباطن بقلوب نقية وعقول صافية ونفوس طاهرة بالرجوع إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك يتم بزيادة الإعتناء والإهتمام بتحفيظ بأبناء البلد لهذا القرآن وبتدريسهم للسنة المطهرة وبحملهم من كل حكمة ولطافة على الأخذ بآداب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته وشريعته وسلوكه في الحركات والسكنات في كل صغيرة وكبيرة
هذا البلد العزيز بجميع مناطقه المباركة غينيا العليا غينيا السفلى غينيا الوسطى غينيا الغابة وبما في ذلك من القرى والمدن معلوم لدى الجميع أنه بلد سني وشعبه الكريم سنيون مالكية أشعرية صوفية وأغلبيتهم تجانية كما تشهد على ذلك المؤلفات والآثار والواقع والتاريخ فكل فكر أجنبي متطرف حاول أن يغير هذا السمت العام لهذا البلد تحت أي عنوان كائن سواء تستر هذا الفكر بغطاء السنة والتوحيد أو بغطاء الحب والولاء لآل البيت فهو إلى زوال إن شاء الله بإذن الله فإن البلاد بلاد الله والعباد عباده والدين دينه وهو المستعان وعليه التكلان